*
كان رجلاً يمشي في الصحراء الواسعہ يريد أن يصل إلى بيتہ البعيد ، فالحر شديد يلسع رجليہ وجسده ، ولهيب الشمس يلفح وجهہ والعطش الشديد نال منہ وأجهدهہ ، حتى كاد يهلك فجلس على الأرض يستريح ، ومن بعيد رأى الرجل طيور تحلق في السماء ، فأدرك أنہ قريب من الماء ، فراح يركض ويركض ، حتى وصل إلى بئر عميقہ في جوفها ماء ، بحث الرجل عن وعاء ليملأه بالماء لكنہ لم يجد ، فنزل للبئر مستعين بالله حتى وصل قعر البئر جثاً على ركبتيہ وقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم راح يملأ يديہ بالماء ويشرب ، حتى ارتوى ، فقال : الحمدلله رب العالمين ، ثم صعد لأعلى البئر فرأى كلباً أنهكہ العطش حتى انہ يلحس الرمل المحيط بالبئر من شدهہ العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني ، وعلى الفور نزل إلى البئر مرهہ ثانيہ ، حتى اذا بلغ الماء ملا حذاءه ، ثم صعد وقدم الماء إلى الكلب الذي سارع إلى شرب الماء وهو يهز ذيلہ سعادهہً وفرحاً ، ولقد رضي الله عما فعلہ الرجل فغفر لہ ذنوبہ كلها .
الحديث : عن أبي هريرهہ رضي الله عنہ ، أن رسول الله صلى الله عليہ وسلم قال : ( بينما رجلٌ يمشي ، فاشتد عليہ العطش ، فنزل بئراً ، فشرب منها ، ثم خرج ، فإذا هو بكلبٍ يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي ، فملأ خفہ ، ثم أمسكہ بفيہ ، ثم رقي ، فسقى الكلب ، فشكر الله لہ ، فغفر لہ . قالو : يارسول الله ان لنا في البهائم أجراً ؟ قال : في كل ذات كبد رطبہ أجر ).